تاريخ زراعة الشعر

كيف بدأت عمليات زراعة الشعر وما هو تاريخها؟

تاريخ زراعة الشعر - حب الجمال شيء فطري، من منا لا يرغب في أن يكون جميلاً؟ ومن منا لا يبحث عن أحدث صيحات الموضة؟ لعل أكثر الأشياء التي تتطور موضتها باستمرار هي تسريحات الشعر وألوانه فهو عالم دائم التطور، و يُعد تساقط الشعر من أكبر المشكلات التي تواجه جميع الأشخاص رجالاً ونساءً ويمكن أن تتطور هذه المشكلة لتصبح بدايات للصلع.

ومع ظهور مشكلة الصلع أو تساقط الشعر نبدأ أن نبحث عن حلول لهذه المشكلة الكبيرة. في الماضي كانت الحلول الموجودة هي الأعشاب والنباتات الطبيعية التي تساهم في تقليل المشكلة ولكنها لا تقوم بالدور المطلوب لذلك بدأ الناس في البحث عن حلول أكثر تطوراً.

د. نورمان أورنتريك، طبيب جلدية أمريكي، يقال بأنه من أوائل من أجروا عملية زراعة الشعر.

 تاريخ أول عملية زراعة للشعر

مع ظهور الطب التجميلي أصبح هناك تطلع لزراعة الشعر وكانت أولى محاولات زراعة الشعر عند الإنسان منذ قرنين تقريباً، ولكن للأسف لا توجد أية نتائج لما كانت عليه النتائج آنذاك.

بدأ التأريخ لعمليات زراعة الشعر في منتصف القرن الماضي حيث تم إجراء أول عملية زراعة شعر وذلك باستخدام شعر من الشخص نفسه في اليابان لأشخاص أصيبوا بحروق نتيجة الحرب العالمية الثانية، ولكن حتى تلك البدايات لم توجد لها أية أدلة قطعية ولم يكن الاهتمام مُنصباً على توثيق هكذا عمليات. تاريخ زراعة الشعر

وقد ذكر التاريخ أنه وفي اليابان تم إجراء أول عملية لزراعة شعر وذلك سنة (1943 م / 1361 هـ) وتم ذلك باستخدام طعوم (بصيلات شعر) صغيرة، وكانت هذه الطعوم الصغيرة تحتوي على 1-3 شعرات وتمت زراعتها للإناث فقط.

في الجهة المقابلة لليابان فيما يعرف بالغرب، تم إجراء أول عملية زراعة للشعر وباستخدام شعر من نفس الشخص في منتصف الستينات من القرن الماضي وقد وصفت بعض المجلات الأمريكية آنذاك هذا الحدث بأنه نجاح ساحق. حيث تم اقتطاف بصيلات الشعر وزراعتها واستطاع الشعر أن ينمو دون أن يتعرض للسقوط.

التطعيم التقليدي

وتم المضي في عمليات الشعر وذلك بغرض الوصول إلى نتيجة مرضية، واتباع بعض التقنيات التي أثبتت نجاحها بشكل عام، منها طريقة التطعيم التقليدي التي عُرفت آنذاك وكانت تُستخدم حتى أوائل الثمانينات باسم (التطعيم التقليدي) حيث تتضمن هذه التقنية استئصال رقعة مستديرة من فروة الرأس باستخدام أداة اسطوانية وتحتوي الطعوم بشكل عام ما بين (20 – 30 شعرة) حيث كانت الطعوم المفردة بقطر يصل إلى (4 مم)، وكان من الممكن زراعة 50 – 100 بصيلة فقط في الجلسة الواحدة لزراعة الشعر.

ونتيجة لذلك كان هناك فراغ كبير مقارنة مع مساحة الرأس بين الطعوم المزروعة، مما أدى إلى تشوه مبدئي بعد عملية زراعة الشعر، مما جعل هذه المنطقة المزروعة تبدو كأنها رأس الدمية مع خط شعر غير طبيعي.

وكانت هناك مشكلة أخرى ألا وهي التلف المفرط الذي كان يحدث للمنطقة المانحة حيث كانت مؤخرة الرأس وهي المنطقة المانحة الرئيسية تتعرض للكثير من الجروح.

ومحاولة لتعويض هذا الشكل غير الطبيعي، كان يتم بعد ذلك ملء الفراغات الموجودة بين الطعوم في جلسات أخرى، وللأسف كان المرضى عادة يصابون بالإحباط عند رؤية النتائج غير المرضية.

طريقة الطعوم الصغيرة والطعوم الدقيقة

بارقة أمل بدأت تلوح في الأفق مع تزايد الحاجة لإجراء عمليات زراعة الشعر والتحدي في أن تكون ناجحة فقد استمرت التجارب في هذا المجال إلى أن تم تطوير طريقة تدعى (بالطعوم الصغيرة والطعوم الدقيقة)، وبعكس الطريقة السابقة، لجأت هذه الطريقة إلى أخذ شريحة من فروة الرأس وبعد ذلك يتبقى ندبة رفيعة جدا عوضاً عن الندوب العديدة والكبيرة نسبياً في الطريقة السابقة حيث يتم بعد ذلك تقسيم هذا الشريحة إلى عدد من الرقع المختلفة في الحجم وهنا يتم المزج بين الطعوم ذات الأحجام المختلفة. عيبها الوحيد التلف الكبير الذي يصيب البصيلات.

زراعة الشعر بتقنية الاقتطاف - زراعة الشعر بتقنية الشريحة

واستمر التطور الحاصل في تقنيات زراعة الشعر حتى أصبحت زراعة الشعر بتقنية الشريحة حدثاً جديداً في مجال زراعة الشعر حيث، تتضمن استخدام طريقة زراعة الشعر بتقنية الشريحة أخذ شريحة رفيعة من الجلد من مؤخرة رأس المريض، ويتم بعد ذلك استخراج منها ما يراد من الشعر وزراعتها في منطقة فروة الرأس. تاريخ زراعة الشعر

وفي سنة (2003 م / 1423 هـ) تم تقديم عملية زراعة الشعر بتقنية الاقتطاف وأصبحت زراعة الشعر بتقنية الاقتطاف مستخدمة بشكل سريع في عمليات زراعة الشعر ولجأ الكثير من الأشخاص لإجراء عمليات زراعة الشعر باستخدام هذه الطريقة.

ولاتزال الكثير من التجارب تحدث للمزيد من التطوير فالاكتشافات في هذا الميدان متتالية، على أمل تحقيق المزيد من النجاح والراحة وعدك ترك أية آثار بعد عملية زراعة الشعر.